كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{وَأَنَاْ أَدْعُوكُمْ إِلَى العزيز الغفار} المستجمع لصفات الألوهية من كمال القدرة والغلبة وما يتوقف عليه من العلم والإِرادة، والتمكن من المجازاة والقدرة على التعذيب والغفران.
{لاَ جَرَمَ} لا رد لما دعوه إليه، و{جَرَمَ} فعل بمعنى حق وفاعله: {أَنَّمَا تَدْعُونَنِى إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ في الدنيا وَلاَ في الآخرة} أي حق عدم دعوة آلهتكم إلى عبادتها أصلًا لأنها جمادات ليس لها ما يقتضي ألوهيتها أو عدم دعوة مستجابة أو عدم استجابة دعوة لها. وقيل {جَرَمَ} بمعنى كسب وفاعله مستكن فيه أي كسب ذلك الدعاء إليه أن لا دعوة له بمعنى ما حصل من ذلك إلا ظهور بطلان دعوته، وقيل فعل من الجرم بمعنى القطع كما إن بدا من لابد فعل من التبديد وهو التفريق، والمعنى لا قطع لبطلان دعوة ألوهية الأصنام أي لا ينقطع في وقت ما فتنقلب حقًا، ويؤيده قولهم لا جرم إنه لغة فيه كالرشد والرشد.
{وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى الله} بالموت.
{وَأَنَّ المسرفين} في الضلالة والطغيان كالإِشراك وسفك الدماء.
{هُمْ أصحاب النار} ملازموها.
{فَسَتَذْكُرُونَ} وقرئ {فَسَتَذْكُرُونَ} أي فسيذكر بعضكم بعضًا عند معاينة العذاب.
{مَا أَقُولُ لَكُمْ} من النصيحة.
{وَأُفَوِّضُ أَمْرِى إِلَى الله} ليعصمني من كل سوء.
{إِنَّ الله بَصِيرٌ بالعباد} فيحرسهم وكأنه جواب توعدهم المفهوم من قوله: {فَوقَاهُ الله سَيّئَاتِ مَا مَكَرُواْ} شدائد مكرهم. وقيل الضمير لموسى عليه الصلاة والسلام.
{وَحَاقَ بِئَالِ فِرْعَوْنَ} بفرعون وقومه فاستغنى بذكرهم عن ذكره للعلم بأنه أولى بذلك. وقيل بطلبة المؤمن من قومه فإنه فر إلى جبل فاتبعه طائفة فوجدوه يصلي والوحوش حوله صفوفًا فرجعوا رعبًا فقتلهم.
{سُوءُ العذاب} الغرق أو القتل أو النار.
{النار يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} جملة مستأنفة أو {النار} خبر محذوف و{يُعْرَضُونَ} استئناف للبيان، أو بدل و{يُعْرَضُونَ} حال منها، أو من الآل وقرئت منصوبة على الاختصاص أو بإضمار فعل يفسره {يُعْرَضُونَ} مثل يصلون، فإن عرضهم على النار إحراقهم بها من قولهم: عرض الأسارى على السيف إذا قتلوا به، وذلك لأرواحهم كما روى ابن مسعود أن أرواحهم في أجواف طيور سود تعرض على النار بكرة وعشيًا إلى يوم القيامة، وذكر الوقتين تحتمل التخصيص والتأييد، وفيه دليل على بقاء النفس وعذاب القبر.
{وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة} أي هذا ما دامت الدنيا فإذا قامت الساعة قيل لهم: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ} يا آل فرعون.
{أَشَدَّ العذاب} عذاب جهنم فإنه أشد مما كانوا فيه، أو أشد عذاب جهنم. وقرأ حمزة والكسائي ونافع ويعقوب وحفص {أَدْخِلُواْ} على أمر الملائكة بإدخالهم النار.
{وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ في النار} واذكر وقت تخاصمهم فيها ويحتمل العطف على غدوا.
{فَيَقُولُ الضعفاء لِلَّذِينَ استكبروا} تفصيل له.
{إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا} تباعًا كخدم في جمع خادم أو ذوي تبع بمعنى أتباع على الإِضمار أو التجوز.
{فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مّنَ النار} بالدفع أو الحمل، و{نَصِيبًا} مفعول به لما دل عليه {مُّغْنُونَ} أوله بالتضمين أو مصدر كشيئًا في قوله تعالى: {لَن تُغْنِىَ عَنْهُمْ أموالهم وَلاَ أولادهم مّنَ الله شَيْئًا} فيكون من صلة ل {مُّغْنُونَ}.
{قَالَ الذين استكبروا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا} نحن وأنتم فكيف نغني عنكم ولو قدرنا لأغنينا عن أنفسنا، وقرئ {كلا} على التأكيد لأنه بمعنى كلنا وتنوينه عوض عن المضاف إليه، ولا يجوز جعله حالًا من المستكن في الظرف فإنه لا يعمل في الحال المتقدمة كما يعمل في الظرف المتقدم كقولك كل يوم لك ثوب.
{إِنَّ الله قَدْ حَكَمَ بَيْنَ العباد} بأن أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، و{لاَ مُعَقّبَ لِحُكْمِهِ} {وَقَالَ الذين في النار لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ} أي لخزنتها، ووضع {جَهَنَّمَ} موضع الضمير للتهويل أو لبيان محلهم فيها، إذ يحتمل أن تكون {جَهَنَّمَ} أبعد دركاتها من قولهم: بئر جهنم بعيدة القعر.
{ادعوا رَبَّكُمْ يُخَفّفْ عَنَّا يَوْمًا} قدر يوم.
{مّنَ العذاب} شيئًا من العذاب، ويجوز أن يكون المفعول {يوم} بحذف المضاف و{مّنَ العذاب} بيانه.
{وَقَالُواْ أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بالبينات} أرادوا به إلزامهم للحجة وتوبيخهم على إضاعتهم أوقات الدعاء وتعطيلهم أسباب الإِجابة.
{قَالُواْ بلى قَالُواْ فادعوا} فإنا لا نجترىء فيه إذ لم يؤذن لنا في الدعاء لأمثالكم، وفيه إقناط لهم عن الإِجابة.
{وَمَا دُعَاءُ الكافرين إِلاَّ في ضلال} ضياع لا يجاب، وفيه اقناط لهم عن الإجابة.
{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا والذين ءَامَنُواْ} بالحجة والظفر والانتقام لهم من الكفرة.
{فِي الحياة الدنيا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشهاد} أي في الدارين ولا ينتقض ذلك بما كان لأعدائهم عليهم من الغلبة أحيانًا إذ العبرة بالعواقب وغالب الأمر، و{الأشهاد} جمع شاهد كصاحب وأصحاب، والمراد بهم من يقوم يوم القيامة الشهادة على الناس من الملائكة والأنبياء والمؤمنين.
{يَوْمَ لاَ يَنفَعُ الظالمين مَعْذِرَتُهُمْ} بدل من الأول وعدم نفع المعذرة لأنها باطلة، أو لأنه لم يؤذن لهم فيعتذروا. وقرأ غير الكوفيين ونافع بالتاء.
{وَلَهُمُ اللعنة} البعد عن الرحمة.
{وَلَهُمْ سُوءُ الدار} جهنم.
{وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَى الهدى} ما يهتدي به في الدين من المعجزات والصحف والشرائع.
{وَأَوْرَثْنَا بَنِى إسراءيل الكتاب} وتركنا عليهم بعده من ذلك التوراة.
{هُدًى وذكرى} هداية وتذكرة أو هاديًا ومذكرًا.
{لأُوْلِى الألباب} لذوي العقول السليمة.
{فاصبر} على أذى المشركين.
{إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ} بالنصر لا يخلفه، واستشهد بحال موسى وفرعون.
{واستغفر لِذَنبِكَ} وأقبل على أمر دينك وتدارك فرطاتك بترك الأولى والاهتمام بأمر العدا بالاستغفار، فإنه تعالى كافيك في النصر إظهار الأمر.
{وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ بالعشى والإبكار} ودم على التسبيح والتحميد لربك. وقيل صلِّ لهذين الوقتين، إذ كان الواجب بمكة ركعتين بكرة وركعتين عشيًّا.
{إِنَّ الذين يجادلون في ءايات الله بِغَيْرِ سلطان أتاهم} عام في كل مجادل مبطل وإن نزل في مشركي مكة واليهود حين قالوا: لست صاحبنا بل هو المسيح بن داود يبلغ سلطانه البر والبحر وتسير معه الأنهار.
{إِن في صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ} إلا تكبر عن الحق وتعظم عن التفكر والتعلم، أو إرادة الرياسة أو إن النبوة والملك لا يكونان إلا لهم.
{مَّا هُم ببالغيه} ببالغي دفع الآيات أو المراد.
{فاستعذ بالله} فالتجىء إليه.
{إِنَّهُ هُوَ السميع البصير} لأقوالكم وأفعالكم.
{لَخَلْقُ السموات والأرض أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ الناس} فمن قدر على خلقها مع عظمها أولًا من غير أصل قدر على خلق الإِنسان ثانيًا من أصل، وهو بيان لا شكل ما يجادلون فيه من أمر التوحيد.
{ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ} لأنهم لا ينظرون ولا يتأملون لفرط غفلتهم واتباعهم أهواءهم.
{وَمَا يَسْتَوِى الأعمى والبصير} الغافل والمستبصر.
{والذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَلاَ المسىء} والمحسن والمسيء فينبغي أن يكون لهم حال يظهر فيها التفاوت، وهي فيما بعد البعث وزيادة لا في المسيء لأن المقصود نفي مساواته للمحسن فيما له من الفضل والكرامة، والعاطف الثاني عطف الموصول بما عطف عليه على {الأعمى والبصير} لتغاير الوصفين في المقصود، أو الدلالة بالصراحة والتمثيل.
{قَلِيلًا مَّا تَتَذَكَّرُونَ} أي تذكرًا ما قليلًا يتذكرون، والضمير للناس أو الكفار. وقرأ الكوفيون بالتاء على تغليب المخاطب، أو الالتفات أو أمر الرسول بالمخاطبة.
{إِنَّ الساعة لأَتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا} في مجيئها لوضوح الدلالة على جوازها وإجماع الرسل على الوعد بوقوعها.
{ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يُؤْمِنُونَ} لا يصدقون بها لقصور نظرهم على ظاهر ما يحسون به.
{وَقَالَ رَبُّكُمْ ادعونى} اعبدوني.
{أَسْتَجِبْ لَكُمْ} أثبكم لقوله: {إِنَّ الذين يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخرين} صاغرين، وإن فسر الدعاء بالسؤال كان الاستكبار الصارف عنه منزلًا منزلته للمبالغة، أو المراد بالعبادة الدعاء فإنه من أبوابها.
وقرأ ابن كثير وأبو بكر {سَيُدْخَلُونَ} بضم الياء وفتح الخاء.
{الله الذي جَعَلَ لَكُمُ اليل لِتَسْكُنُواْ فِيهِ} لتستريحوا فيه بأن خلقه باردًا مظلمًا ليؤدي إلى ضعف الحركات وهدوء الحواس.
{والنهار مُبْصِرًا} يبصر فيه أو به، وإسناد الإِبصار إليه مجاز فيه مبالغة ولذلك عدل به عن التعليل إلى الحال: {إِنَّ الله لَذُو فَضْلٍ عَلَى الناس} لا يوازيه فضل، وللإِشعار به لم يقل لمفضل.
{ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَشْكُرُونَ} لجهلهم بالمنعم وإغفالهم مواقع النعم، وتكرير الناس لتخصيص الكفران بهم.
{ذلكم} المخصوص بالأفعال المقتضية للألوهية والربوبية.
{الله رَبُّكُمْ خالق كُلِّ شيء لاَّ إله إِلاَّ هُوَ} أخبار مترادفة تخصص اللاحقة السابقة وتقررها، وقرئ {خالق} بالنصب على الاختصاص فيكون {لاَ إله إِلاَّ هُوَ} استئنافًا بما هو كالنتيجة للأوصاف المذكورة.
{فأنى تُؤْفَكُونَ} فكيف ومن أي وجه تصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره.
{كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الذين كَانُواْ بئايات الله يَجْحَدُونَ} أي كما أفكوا أفك عن الحق كل من جحد بآيات الله ولم يتأملها.
{الله الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض قَرَارًا والسماء بِنَاءً} استدلال ثان بأفعال أخر مخصوصة.
{وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} بأن خلقكم منتصب القامة بادي البشرة متناسب الأعضاء، والتخطيطات متهيأ لمزاولة الصنائع واكتساب الكمالات.
{وَرَزَقَكُم مّنَ الطيبات} اللذائذ.
{ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ فتبارك الله رَبُّ العالمين} فإن كل ما سواه مربوب مفتقر بالذات معرض للزوال.
{هُوَ الحي} المتفرد بالحياة الذاتية.
{لاَ إله إِلاَّ هُوَ} إذ لا موجد سواه ولا موجد يساويه أو يدانيه في ذاته وصفاته.
{فادعوه} فاعبدوه.
{مُخْلِصِينَ لَهُ الدين} أي الطاعة من الشرك والرياء.
{الحمد للَّهِ رَبّ العالمين} قائلين له.
{قُلْ إِنّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الذين تَدْعُونَ مِن دُونِ الله لَمَّا جَاءَنِى البينات مِن رَّبّى} من الحجج والآيات أو من الآيات فإنها مقوية لأدلة العقل منبهة عليها.
{وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبّ العالمين} بأن أنقاد له أو أخلص له ديني.
{هُوَ الذي خَلَقَكُمْ مّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} أطفالًا، والتوحيد لإرادة الجنس أو على تأويل كل واحد منكم.
{ثُمَّ لِتَبْلُغُواْ أَشُدَّكُمْ} اللام فيه متعلقة بمحذوف تقديره: ثم يبقيكم لتبلغوا وكذا في قوله: {ثُمَّ لِتَكُونُواْ شُيُوخًا} ويجوز عطفه على {لِتَبْلُغُواْ} وقرأ نافع وأبو عمرو وحفص وهشام {شُيُوخًا} بضم الشين. وقرئ {شيخًا} كقوله: {طِفْلًا}.
{وَمِنكُمْ مَّن يتوفى مِن قَبْلُ} من قبل الشيخوخة أو بلوغ الأشد.
{وَلِتَبْلُغُواْ} ويفعل ذلك لتبلغوا: {أَجَلًا مُّسَمًّى} هو وقت الموت أو يوم القيامة.
{وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ما في ذلك من الحجج والعبر.
{هُوَ الذي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قضى أَمْرًا} فإذا أراده.
{فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} فلا يحتاج في تكوينه إلى عدة وتجشم كلفة، والفاء الأولى للدلالة على أن ذلك نتيجة ما سبق من حيث أنه يقتضي قدرة ذاتية غير متوقفة على العدد والمواد.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين يجادلون في ءايات الله أنى يُصْرَفُونَ} عَن التصديق به وتكريم ذم المجادلة لتعدد المجادل، أو المجادل فيه أو للتأكيد.
{الذين كَذَّبُواْ بالكتاب} بالقرآن أو بجنس الكتب السماوية.
{وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا} من سائر الكتب أو الوحي والشرائع.
{فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} جزاء تكذيبهم.
{إِذِ الأغلال في أعناقهم} ظرف ل {يَعْلَمُونَ} إذ المعنى على الاستقبال، والتعبير بلفظ المضي لتيقنه.
{والسلاسل} عطف على {الأغلال} أو مبتدأ خبره.
{يُسْحَبُونَ}.
{فِى الحميم} والعائد محذوف أي يسحبون بها، وهو على الأول حال. وقرئ {والسلاسل يُسْحَبُونَ} بالنصب وفتح الياء على تقديم المفعول وعطف الفعلية على الاسمية، {والسلاسل} بالجر حملًا على المعنى {إِذِ الإغلال في أعناقهم} بمعنى أعناقهم في الأغلال، أو إضمارًا للباء ويدل عليه القراءة به.
{ثُمَّ في النار يُسْجَرُونَ} يحرقون من سجر التنور إذا ملأه بالوقود، ومنه السجير للصديق كأنه سجر بالحب أي ملىء. والمراد أنهم يعذبون بأنواع من العذاب وينقلون من بعضها إلى بعض.
{ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَمَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ مِن دُونِ الله قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا} غابوا عنا وذلك قبل أن تقرن بهم آلهتهم، أو ضاعوا عنا فلم نجد ما كنا نتوقع منهم.
{بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئًا} أي بل تبين لنا لم نكن نعبد شيئًا بعبادتهم فإنهم ليسوا شيئًا يعتد به كقولك: حسبته شيئًا فلم يكن.
{كذلك} مثل ذلك الضلال.
{يُضِلُّ الله الكافرين} حتى لا يهتدوا إلى شيء ينفعهم في الآخرة، أو يضلهم عن آلهتهم حتى لو تطالبوا لم يتصادفوا.